د. جمال
عدد الرسائل : 3 تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: ابن البيطار الخميس فبراير 21, 2008 8:42 pm | |
|
ابن البيطاربين الصيدلة وعلم النبات 593-646هـ/1197-1248م هو أبو محمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار، المالقي الأندلسي، وهو طبيب وعشاب، ويعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد بمدينة مالقة بالأندلس عام 593هـ/1197م. كان والده بيطرياً، ودرس في اشبيلية. سافر ابن البيطار، وهو في أول شبابه، إلى المغرب والجزائر وتونس، آخذاً عن علماء النبات فيها. واستقر به الحال في مصر، عند الملك الأيوبي الكامل (رئيساً على سائر العشابين) ، ثم استقر عند ابنه الملك الصالح نجم الدين صاحب دمشق.ومن دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات في مناطق الشام والأناضول، فيعشب ويدرس. وفي هذه الفترة اتصل به ابن أبي أصيبعة صاحب (طبقات الأطباء)، فشاهد معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق. قال ابن أبي أصيبعة: (فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئاً كثيراً. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة). توفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ /1248م ، تاركاً مصنفات أهمها: كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وهو معروف بمفردات ابن البيطار، وقد سماه ابن أبي أصيبعة (كاتب الجامع في الأدوية المفردة)، وهو مجموعة من العلاجات البسيطة المستمدة من عناصر الطبيعة، وقد ترجم وطبع. كما له كتاب المغني في الأدوية المفردة، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير. كما ترك ابن البيطار مؤلفات أخرى، أهمها كتاب الأفعال الغريبة، والخواص العجيبة، والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام. ومن صفات ابن البيطار أنه كان صاحب أخلاق سامية، ، وعلم غزير. وكانت له قوة ذاكرة عجيبة. وقد اشتهر ابن البيطار بكثرة أسفاره التي زار فيها الكثير من بقاع العالم لدراسة النباتات دراسة عالم خبير. وصف ابن البيطار 1400 نبتة طبية، منها 300 لم يسبقه أحد إلى وصفها، وذكر أسماءها، وطرق استعمالها، وما قد يستعمل بديلاً لها. كما اكتشف أنواعاً كثيرة من النبات لم تكن معروفة من قبل. وقد درس النبات دراسة علمية تعتمد على التجربة التي تقوم على المشاهدة، والملاحظة، والاستنباط، مع ذكر المصادر التي نقل عنها وتحري الصدق والدقة. وابن البيطار هو أول عالم اهتم بدراسة الحشائش التي تضر بالمحاصيل وصنفها حسب كل محصول. إضافةً إلى اهتمامه بالنبات، اهتم ابن البيطار بدراسة الحيوانات البحرية والبرية، وذكر فوائدها في معالجة الأمراض، وهو بذلك يعد من كبار علماء علم الحيوان. كما كان ابن البيطار من أعظم الصيادلة. من مؤلفاته ألف ابن البيطار عدة كتب، من أشهرها : ـ "كتاب جامع مفردات الأدوية والأغذية"، طبع عام 1291هـ. وهو مجموعة من الأدوية البسيطة المستخرجة من المعادن والنبات والحيوان، وقد جمعت من كتب اليونان والعرب، ومن التجارب الخاصة للمؤلف ؛ وهو مرتب على حروف المعجم. ترجم الكتاب إلى اللاتينية، وظل مرجعاً للغربيين حتى عصر النهضة الأوربية. ويقول جورج سارطون في كتابه "مدخل إلى تاريخ العلوم" : ولقد رتب ابن البيطار مؤلفه "الجامع في الأدوية المفردة" ترتيباً يستند إلى الحروف الأبجدية ليسهل تناوله، وقد سرد أسماء الأدوية بسائر اللغات المختلفة. واعتمد علماء أوربا على هذا المؤلف حتى عصر النهضة الأوربية. ـ "كتاب المغني في الأدوية المفردة"، وهو كتاب في العقاقير تناول فيه ابن البيطار علاج الأعضاء عضواً عضواً، وذلك بطريقة مختصرة كي ينتفع به الأطباء. يقول «ابن البيطار» في مقدمة كتابه «الجامع لمفردات الأدوية» انه قام بوضع كتابه هذا في أربعة أجزاء تنفيذاً للأوامر المطاعة الملكية الصالحية النجمية، أي الملك الصالح، نجم الدين أيوب، يذكر فيه ما ماهيتها وقوامها ومنافعها ومضارها، واصلاح ضررها، والمقدار المستعمل من جرمها أو عصارتها أو طبيخها، وانه قد توخى في تحقيق ذلك أهدافاً منها: استيعاب القول في الأدوية المفردة والأغذية المستعملة على الدوام والاستمرار عند الاحتياج إليها ثم التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط لمتقدم أو متأخر، لأنه اعتمد في ذلك على التجربة والمشاهدة. كذلك ذكر اسماء الأدوية بسائر اللغات، وتقريب مأخذه بحسب ترتيبه على حروف المعجم. ويتضمن كتابه صورة صادقة للطريقة العلمية التي اتبعها «ابن البيطار» في تأليف كتابه الذي يعتمد على المشاهدة والتجربة معاً . د.جمال طحّان | |
|